البلاسيبو (العلاج بالوهم)

البلاسيبو (العلاج بالوهم)
 

العلاج بالوهم أو البلاسيبو ""placebo - I shall please ""وهي كلمة لاتينية الأصل تعني "سوف أتحسن"- و هو أسلوب علاجي مبتكر وغريب جدا ظهر خلال العقود الأخيرة والهدف منه علاج المريض بالخداع. ويقوم هذا الأسلوب باستخدام أدوية تحتوي على مواد خاملة وغير فعالة ولكنها توصف للمريض للتقليل من حالة مرضية ما، وعلى هذا فأي تحسن يطرأ على حالته المرضية ترجع إلى العوامل النفسية والإيحاء، فلقد استنتج الأطباء في دراسة أخيرة أن الوهم له دور فعال في العمليات الكيميائية الحيوية داخل الجسم.

والمقصودبالوهم هنا هو اقناع العقل وخداعه بان هناك علاج حقيقى ومؤكد النتيجة والتأثير على المرض وأيضا بث روح الامل والتفاؤل  وتعزيز الحالة النفسية للمريض ولا يقتصر على العلاج الكيماوى وحده حسب ما قاله أطباء النفس فى هذا الخصوص 





أحد نزلاء فى فندق فخم كان يعانى من الربو وفى احدى الليالى شعر بازمة تنفس واحتياج شديد للهواء المنعش فقام مسرعا يبحث عن مفتاح الضوء ولم يجده فاتجه ناحية النافذة ولكنه لم يستطع فتحها فكسر الزجاج وأخذ يتنفس حتى خفت الأزمة وحين استيقظ صباحا فوجئ بالنافذة سليمة وأن الزجاج الذى كسره كان زجاج الساعة الموجودة فى غرفته!!!!

هذا الحدث يفسر تماما فكرة وأسلوب العلاج بالوهم أو البلاسيبو

ففي العلاج بالوهم يعتمد الجسم بشكل أساسي على رسالة موجهة إليه لها إيحاء محدد ويتم توجيهها للمخ وذلك إما عن طريق المريض نفسه وإما عن طريق الشخص المعالج
 له.
تقوم هذة الرسالة  بحث المخ ودعمه لرفع تأثير علاج موجود بالفعل بداخل الجسم أو بمعنى تحسين سير العملية العلاجية، وهذا ما أكدته أحدث الأبحاث الدولية أن العلاج بالوهم "البلاسيبو" يقلل بشكل كبير من شعور المريض بآلام المرض كتأثير العلاج المعروف 

وأشار باحث المخ الشهير جون-كار زوبيتا الأستاذ بجامعة ميتشجان الأمريكية، إلى أن آخر الدراسات فى هذا المجال أكدت أن تأثير العلاج التمويهي "الوهمي" على المريض حقيقي وليس وهمياً،فكل المرضى الذين عايشوا هذة التجربة "البلاسيبو"تحسنت حالتهم بشكل مذهل ولم يكن مجرد شعور فقط

وأكدالباحث أيضا أن هناك تغيرات تحدث في العقل والجسم حينما يخضع المريض لتجربة العلاج بالوهم، مؤكداً أن تناول المريض الدواء الوهمي وهو مؤمن بأنه دواء تقليدي فاعل فإن هناك تغيرات كيميائية حيوية تحدث بداخله تؤدي إلى تخفيف آلامه، أي أن الأفكار الايجابية للمريض تجاه مفعول الدواء من الممكن أن تخفف فعلياً من آلامه.


طاها الرياضيون في مراكز اللياقة البدنية، وأوضح الباحث أنه أجرى بعض التجارب على بعض الأشخاص بإعطائهم قهوة خالية تمامامن الكافيين وأكد أنهم بعدما  تناولوها لم يشعروا بأنهم أقوى وأكثر إثارة فحسب، بل قاموا بالفعل بمزيد من التدريبات والأنشطةأكثر مما كانوا يقومون بها أثناء تعاطيهم للمنشطات الحقيقية.

وتشير الأبحاث إلى أن
تختلف درجة الاستجابة لهذا الاسلوب البلاسيبو من مريض لآخر حسب نوع الجنس، فالنساء يثقن أكثر في العلاج الذي سبق وساعدهن على الشفاء أو شفي به أحد من معارفهن من قبل، أما الرجال فتزيد نسبة استجابتهم للعلاج الوهمي حينما تشرف على علاجهم طبيبات.
 

وتأثير الوهم يلعب دوراً يقدر بـ30% من أي علاج.. بمعنى؛ لو أخذ تسعة أشخاص حبوب أسبرين لمقاومة الصداع سيشفى ثلاثة منهم (على الأقل) قبل أن يبدأ مفعول الأسبرين الحقيقي! وفي التجارب التي تجريها شركات الأدوية على العقاقير الجديدة يقسم المرضى إلى مجموعتين؛ الأولى تعطى العقار الحقيقي في حين تعطى المجموعة الثانية (بدون علمها) مواد غذائية تشبه العقار الجديد (وغالباً ما تكون حبوب سكر أو ملح).. وغالباً ما تنتهي التجربة بشفاء 30% من المجموعة التي لم تعط غير الحبوب الوهمية (وهذا شيء متوقع).

ففي تجارب وهمية كثيرة بدا وكأن الجسم استجاب لدواء حقيقي مادي.. خذ مثلاً صديقنا الذي كسر الزجاج ؛ من المعتقد أنه تحسن بالفعل لأن رئتيه تصرفت وكأن هناك أوكسجين حقيقي دخل الغرفة. وفي التجارب التي يعطى فيها المرضى أدوية وهمية (كحبوب السكر) يستجيب الجسم وكأنه يتلقى بالفعل العلاج الحقيقي!!


هذه الظاهرة العجيبة جعلت الأطباء ينظرون بتقدير أكبر لتأثير الوهم في العلاج. بل إن هناك مدرسة طبية جديدة تنادي بإتاحة الفرصة للجسم (لعالج نفسه بنفسه) من خلال تقنيات البلاسيبو.. وقادة هذا التيار على قناعة بأن الجسم يصل إلى حدود مدهشة إن أتيحت له فرصة كهذه؛ ففي مستشفى مونتريال مثلاً قام الأطباء بعمليات جراحية وهمية لمرضى الزهايمر (لم يفعلوا خلالها غير فتح الجمجمة ثم إعادة تلحيمها).. ومن المعروف أن هذا المرض ناجم عن تآكل حقيقي لبعض خلايا الدماغ. ولكن الأطباء أقنعوا المرضى أنهم سيزرعون في أدمغتهم خلايا بديلة. وحين استيقظوا وشاهدوا آثار جراحة حقيقية شهد ثلثهم تحسناً فورياً!! غير أن أهم مجال يتفوق فيه البلاسيبو هو تخفيف الألم بخداع الدماغ ذاته، فقد اتضح أن 50% من المرضى يخف لديهم الألم إن أقنعتهم أن هذه الحبة (أو تلك الحقنة) هي فاليوم أو مورفين. وما يحدث هنا أن الدماغ يقطع الاتصال مع نهايات الأعصاب وكأنه واقع بالفعل تحت تأثير الفاليوم أو المورفين.
إحدى الطبيبات كانت تشرف على علاج طفلة مصابة بأنيميا منجلية حادة، وهذا المرض يسبب آلاماً لا تطاق في العظام والمفاصل، وعند اللزوم يعطى الأطفال حقنة بيثيدين (كمخدر) لتسكين الآلام. مع الأيام تعلمت الطفلة أن هذه الحقنة تجلب لها الراحة فأصبحت تطالب بها باستمرار. ولكن خشية الإدمان أصبحت الطبيبة تعطيها حقنة (ماء وملح) على أنه بيثيدين. كما يحدث مع الحقنة الحقيقية يخف الألم فوراً وتدخل الطفلة في نوم عميق.. غير أن إحدى الممرضات أفشت سر الحقنة الجديدة فوصل الخبر للطفلة فتلاشى مفعولها.. ليس هذا وحسب، بل أصبحت على قناعة أن حتى حقن البيثيدين مجرد خداع فلم تعد تؤثر فيها!
ويعاني كثير من المرضى آلاما بعد الجراحة وتزول هذه آلام بعــد إعطائهم حقنة لا تنفع ولا تضر 
 عبارة سالين معقم .. ولعـــل من الأخطـــاء الشائعة إن هؤلاء المرضى لا يعانون من الم حقيقي بل هم فقط يتصورون ذلك وهذا يفسر زواله بعد الحقنة .. ولكن هذا غير صحيح .
وفي جزيرة كوشر في فنزويلا، تم إجراء تجربة على الأطفال المصابين بمرض الربو بحيث كان يقدم لهم دواء لتوسيع الشعب الهوائية مطحوناً، و"شمة" مع الفانيليا ثم بدأوا بعد ذلك في منع تقديم أدوية توسيع الشعب والاكتفاء بالفانيليا وللغرابة فإن رائحة الفانيليا وحدها كانت تعمل على زيادة كفاءة عمل الرئة لدى الأطفال المصابين بشكل بلغ 33% مثلاً لاستخدام الأدوية الموسعة للشعب وحدها.

الوهم علاج فعال لكثير من الأمراض


ان الأمر يبدو كما لو كان معجزة طبية، بل هو بالفعل معجزة حيث استطاع الأطباء بشكل ما علاج أمراض لم يعرف لها علاج بصورة قاطعة من خلال الإيحاء للمريض والحالة الآتية تمثل نموذجا لهذه «المعجزة» فالمريضة كانت تعانى من حالة مرض «باركنسون» الشلل الرعاش، حتى أن الصور التي التقطت لها أظهرت حدة هذه الحالة لدرجة أن المريضة لم تكن تقوى على السير بضع خطوات، ولكن بعد حوالي شهرين قامت إحدى المحطات التلفزيونية الإخبارية بتصوير هذه السيدة المريضة وهي تسير بشكل طبيعي في غرفتها بعد إجرائها لإحدى جراحات المخ لعلاج المرض. المفاجأة أن الجراحة التي أجريت للمريضة كانت وهمية ونوعا من «الإيحاء» أو «الإيهام» حيث أكد لها الأطباء أنها ستخضع للعلاج في إطار دراسة على عمليات زرع الخلايا وبالفعل تم وضع المريضة تحت تأثير المخدر وإحداث بضعة ثقوب في الجمجمة دون نقل أي خلية جديدة للمخ، وبالتالي فان حالة التحسن التي طرأت عليها كان مرجعها رد فعلها الإيحائي أو بتاثير «بلاسيبو» و أكدت الأبحاث أن المرضى الذين خضعوا لهذه الجراحات الإيحائية قد حققوا فائدة مماثلة للذين مروا بعملية زرع خلايا في المخ.
العلاج بالإيحاء :

الواضح أن العقل يمكنه شفاء الجسم إذا امتلأ بروح الأمل والتفاؤل. والسؤال هو: هل بإمكاننا تفجير قوى البلاسيبو عن وعي منا أو بإرادتنا؟ سؤال طرحته مجلة نيوزويك الأميركية ضمن موضوع عن البلاسيبو أو العلاج بالإيحاء وذكرت المجلة أن الباحثين استطاعوا التعرف إلى عدة طرق أو روابط تربط بين الحالة العقلية والصحة الجسدية. ونحن نعرف على سبيل المثال أن الأفكار المهدئة تبطئ من إنتاج هرمونات التوتر الضارة.
وفي جامعة هارفارد قالت العالمة. «ان هارنجتون»: أن الـ «بلاسيبو» هو الأكاذيب التي تساعد على الشفاء، وإن كثيراً من الأطباء يلجأون إلى هذا الأسلوب في معالجة مرضاهم، ففي الأربعينيات لجأ الأطباء الأميركيون إلى إعطاء مرضاهم أقراصا من السكر وإيهامهم بأنها عقاقير طبية نافعة واستطاعوا من خلال هذه الأكاذيب أن يساعدوا على شفاء مرضاهم، واكتشف الأطباء أن الإيحاء قد يكون أكثر فاعلية من العقاقير الطبية.
وفي ولاية تكساس ابتدع الأطباء عملية جراحية اسمها جراحة اللا شيء أو العدم استخدموها بكثافة في علاج آلام الركبة والمفاصل ويقومون بتخدير المرضى وإجراء فتحة كبيرة بالمشرط حول الركبة دون أن يفعلوا أي شيء داخلها وكانت المفاجأة انه بعد عامين من هذه الجراحة الوهمية امتثل جميع المرضى للشفاء واختفت الآلام وأصبحوا يعيشون حياة طبيعية.
وفي مجال علم النفس اكتشف الأطباء أنهم يستطيعون تحقيق الشفاء لمرضى الاكتئاب النفسي باستخدام تكنيك البلاسيبو وفي دراسة حديثة لمرضى الصلع تبين أن استخدام هذا التكنيك الوهمي يساعد على عدم سقوط الشعر ونموه بشكل غزير.
وفي مجال العلاقات الجنسية كان تأثير الـ بلاسيبو عظيماً بالنسبة للرجال والنساء على حد سواء. وكذلك في مجال القضاء على الآلام، وفي ذلك يقول العلماء أن هناك مادة يفرزها الجسم ( الاندورفين ) وهي شبيهة بمادة المورفين التي يقدمونها لتخفيف الآلام وهذه المادة يمكن إفرازها بالإيحاء والإيهام. وربما أمكن للأطباء يوما التلاعب بهذه الأنظمة ميكانيكيا من خلال حفز الأعصاب المتحكمة فيها. وكما يفعل الأطباء بإرسال الرسائل الإيحائية للمرضى يمكن للمرضى أيضا أن يفعلوا نفس الشيء وإحدى هذه الاستراتيجيات هي فحص ودراسة القصص أو الحكايات التي ننقلها لأنفسنا وللآخرين. فالقصص بمثابة أدوات قوية لأننا عندما نذكر رواية عن شيء ما نشعر بأننا قد خسرنا هذا الشيء وفي حالات المرض فاننا نتجه للتركيز على اللحظات غير السعيدة مما قد يتسبب في تدهور حالة المريض من خلال دعم مشاعر العجز والانهزامية،
وهذه ليست كل السيناريوهات التي يمكننا بناؤها، فقد كان هناك مريض يعاني من نوبات صداع نصفي متكررة بسبب بحثه عن وظيفة، وعند النظر عن قرب إلى القصة التي يرويها عن المرض اكتشف أنها تزيد من حدة نوبات الصداع، حيث أنه عند بوادر الألم يقوم بتكوين نظرية مفزعة عن العجز التام الذي سيصاب به قريباً ومجرد أن تعلم هذا المريض كيف يؤكد لنفسه قدرته على التعامل مع نوبات الصداع خفتت بالفعل حدة هذه النوبات وسرعان ما بدأ عملا جديدا، وبعد عام من العمل لم يتغيب سوى يوم واحد بسبب الصداع!.

الصيدلية الداخلية :


جسم الإنسان تركيبة معقدة يعد أحد أهم ملامحها تكوينه للعلاج المناسب للخلل الوظيفي الذي قد يصيب أحد أجزائه. فهو يقوم بإفراز بعض العناصر الكيميائية أوتوماتيكيا لعلاج المرض بمقدار معين وهو ما يعرف بالصيدلية الداخلية أي المصطلح الذي يلقي بعضا من الضوء على الاستجابة للعلاج بالبلاسيبو الذي طال الجدال حوله في القرن الماضي.
والجسم البشري يفرز تلقائياً مادة تسمى «الشفاء الذاتي» لكنه أحياناً يكون بطيئا في إفراز هذه المادة وفي هذه الحالة يكون في حاجة إلى مساعدة خارجية لحث صيدلية الجسم على العمل بكفاءة أكثر. وكذلك الاستجابة للعلاج بالبلاسيبو، فهي تحتاج إلى مساعدة خارجية تتمثل في بعض العقاقير الإيحائية لتساعد على الشفاء.
فالصيدلية الداخلية هي إحدى القوى الجسمية المتأصلة للعلاج بمعنى أنها موجودة كجزء أساسي من أجزاء الجسم و ليست خاصية مكتسبة يكتسبها الجسم بالخبرة أو الممارسة ولا هي خاصية إضافية.
و من أهم مكونات هذه الصيدلية الداخلية الاندروفين و هي مادة كيميائية تعمل على التخدير وتسكين الآلام والتي يتم إنتاجها ضمن عناصر الصيدلية الداخلية للجسم.

وليست هناك قاعدة تقضي باختيار الجسم أو تفصيله بين العلاج الداخلي أو الخارجي لشفائه وإنما يحدث الشفاء السريع عن طريق ربط العلاج الخارجي بنتائج عمل الصيدلة الداخلية.
من الملاحظ أن الاتجاه العام في الطب أو في أي نظام علاجي يعتمد إلى حد كبير على مهارة وقوة المعالج مع إهماله القوة العلاجية للمريض وهو الاتجاه الذي يحاول الطب البديل تبنيه هذه الأيام مما زاد من شعبيته عن العلاج التقليدي بمراحل.
ففي العلاج التلقائي يتجه الجسم لشفاء نفسه دون الاعتماد على أية رسائل داخلية أو خارجية موجهة للمخ لاستثارة هذا العلاج.
لكن في العلاج بالبلاسيبو يعتمد الجسم بصورة أساسية على رسالة موجهة إليه لها إيحاء معين ويتم توجيهها للمخ إما عن طريق المريض نفسه وإما من الشخصية المعالجة له.
هذه الرسالة تعمل على حث المخ ودعمه لرفع تأثير علاج موجود بالفعل في داخل الجسم أو بمعنى تحسين سير العملية العلاجية ويصنف د. اندرو تايلور مؤسس علم التخدير بأنه «مخزن الدواء الإلهي

 ليست هناك قاعدة تقضي باختيار الجسم أو تفصيله بين العلاج الداخلي أو الخارجي لشفائه وإنما يحدث الشفاء السريع عن طريق ربط العلاج الخارجي بنتائج عمل الصيدلة الداخلية.
العلاج علاقة متبادلة بين الطبيب و المريض :

 
وقد أوضح أطباء العلاج التقليدي إلى أي مدى تصل أهمية ارتباط العقل بالجسم وهو ما يتحقق بإشراك المريض في العملية العلاجية بجميع مراحلها على نحو يقوم به أطباء العلاج البديل الذين يوثقون علاقتهم بمرضاهم بينما يكتفي الأطباء الآخرون بمجرد إعطاء المريض الدواء من دون التحدث معه أو الاستماع إليه لأنه ينظر إليه باعتباره مجرد مستقبل للدواء وبالتالي يصبح شفاؤه متوقعا مع إغفال تام للطبيعة النفسية للمريض وموقفه من الشفاء.. ورغم ذلك اضطر الأطباء التقليديون إلى الاعتراف بالطب البديل عن تراض منهم واقتناع.. مما أدى إلى قيام بعض الأطباء التقليديين بدراسة العديد من أنواع الطب البديل لعلاج مرضاهم بالطريقة التي يرونها. كما أن قناعة الطبيب بالعلاج و إيمان المريض بالطبيب يعملان معاً لتعزيز الأثر، ويكون العلاج شبه مؤكد بحصول التحسن وأحياناً الشفاء. وأكدت الأبحاث أن ثقة المريض في طبيبه تلعب دوراً محورياً في نجاح عملية العلاج بالوهم، بل قد يصبح الطبيب في كثير من الأحيان أهم من الدواء ذاته.

وهناك فارق كبير بين العلاج التقليدي والبديل اليوم الذي يعتمد بصورة أساسية على الاستجابة للعلاج بالبلاسيبو ليحقق نتيجة جيدة في الشفاء اكثر من الدواء التقليدي لان هناك بعض الأمراض التي لا يمكن علاجها بالعلاج التقليدي وفي هذه الحالة يبدأ المريض في البحث عن العلاج البديل للقضاء على الآلام المزمنة والتهاب المفاصل الذي لا يتأثر ولا يتحسن بالعلاج التقليدي ولان المعالجين ينظرون للمرضى باعتبارهم عاملا فعالا ومشاركا في العلاج ويضع المرضى موضع المتحكم أو المنظم للعلاج فيمكنهم اختيار الأعشاب المريحة وانتفاء المعالج الروحاني المناسب.
والحالات التي استجابت للعلاج بالبلاسيبو كانت كلها نتيجة لتحدث المريض عن مرضه ووجود من يستمع له ويجد في المقابل شرحا لمرضه وطريقة علاجه وما المفروض أن يفعله تجاهه. ويشعر بان هناك من يهتم به ويشعر بأهمية هذا الاهتمام. مما يؤدي إلى وصول المريض إلى إحساس قوي بالقدرة على التحكم في مرضه أو أعراضه.

وفي الحقيقة يبدو أن هذه الطريقة مؤثرة في الحالات الحرجة التي يواجهها العلاج التقليدي ولا تأتي بنتيجة جيدة. أما نوعية المرضى الذين يقبلون على الطب البديل فهي لا تقتصر على فئة معينة وإنما تمتد إلى المتعلمين والمصابين بأمراض خطيرة بالإضافة إلى الأمراض النفسية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة خروف العيد...هلى تعرف مصيره؟